مع اقتراب لقاء جنيف2 أصبح الجميع يبحثون عن ثمن لما قدموه .. المحارب ينتظر ثمن لحروبه التي خاضها! والإعلامي ينتظر ثمن لصوته المبحوح في الفضائيات وهو يؤازر احد أطراف الصراع، و الساسة يريدون ثمن لمواقفهم الصراعية. ووووو .. لكن هذه المرة من سيدفع لهم ثمن ذلك كله، حتى وان توافقوا أو اتفقوا في جنيف2. فهذه البلاد لم يعد بقدرها أن تعطي وأصبحت مثلهم تماما تأخذ فقط حتى أرواحهم سوف تبتلعها في أحشاء ترابها جراء العبث الحاصل فيها والذي يتربع على طولها وعرضها..
لسنوات طوال ظلت اليمن تعطي أبنائها بكل كرم و سخاء فمنحوها المزيد من القتل والدمار والعبث الطويل. زرعوا الموت والرعب في كل قراها وفي كل أحياء وأزقة مدنها. لذلك لن يجدوا الأمان والرخاء ينتظرهم. لن يجدوا هذه المرة أشلاء دولة يمكنهم الاتكاء عليها في قسمتهم القادمة. كما فعلوا في اتفاق المبادرة و الشراكة!?
لن يجدوا سوى أطلال وطن لا يزال يشتعل بحرائق حقدهم وأطماعهم التي تتسع كل يوم وستطالهم نار عبثها لا محالة أينما ذهبوا. ليس أمامهم اليوم سوى أن يسارعوا لإخلاص النية و يساهموا بكل صدق وإخلاص في إطفاء نار حرائقهم المشتعلة ونزع فتيل دمارها.
فاليمن مثلهم اليوم أصبحت تبحث عن ثمن لعنائها وصبرها وتضحياتها ولا ثمن يساوي ذلك كله سوى كرامتها وشموخها ونهوضها من وسط الركام وعدم خنوعها وانزلاقها من جديد تحت وصاية الأصدقاء والأشقاء والأبناء العابثين.
في جنيف2 يلوح و يتبلور في الأفق اتفاق وشيك ومخاض شاق لفجر يمني جديد سيولد من تحت الأنقاض. بس إنشاء الله ما يطلع هذه المرة “خدج” أيضاً كمولود اليمن السابق في مبادرة الرياض.